من ذاكرة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمّول” 2

المكان : مدينه صيدا في الجنوب اللبناني…
الزمان بداية شهر أيلول من عام ١٩٨٩.
على عجل دخل الرفيق خضر مكان اللقاء المتفق عليه. كان قد سبقه إليه كل من الرفيقين ألكسي وميلاد .
حينها كان التآمر على الحزب الشيوعي اللبناني وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمّول” في أشده في محاولة من قبل القوى الظلامية العمل على ضرب هذه المقاومة ضد العدو الإسرائلي فتعرض الحزب الشيوعي لإغتيال العديد من قادته ومفكريه ومناضليه، إلى جانب محاولات لجره إلى معارك جانبية داخلية.
تقاطع ذلك مع دور العدو الاسرائيلي الأكيد لضرب المقاومة الوطنية.
حول طاولة صغيرة وضعت عليها خارطة تبين مواقع العدو في منطقه باتر – جزين. تحلّقَ الرفاق الثلاثة. قدم الرفيق خضر عرضاً موجزاً عن الوضع السياسي السائد وأبلغ الرفاق قرار القيادة بضرورة توجيه ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي. بعد ذلك وضح لهم مواقع انتشار العدو في المنطقة، وقدم خطة العمليات المقترحة، تاركاً للرفيقين إعطاء الرأي. وبعد نقاش بكل التفاصيل تم اتخاذ القرار.
المكان: منطقه جزين.
الزمان: ليل ١٦ ايلول ١٩٨٩.
ثلاث مجموعات للمقاومة تتسلل تحت جناح الظلام باتجاه مواقع العدو في جزين في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل.
المجموعة الأولى كانت بقيادة الرفيق الراحل علي درّة ويرافقه الشهيد ألكسي ورفيق آخر، استعدوا لضرب كمين للعدو في تلال نيحا.
المجموعة الثانية تولّت مهمة توجيه أربعة صواريخ م 107 على تجمع لآليات العدو ومستودع ذخيرة.
أما المجموعة الثالثة فقد كلّفت بضرب حاجز باتر جزين.
نُفّذت العملية الثلاثية بنجاح وأصابت العدو إصابات مؤلمة في العديد والعتاد، وانسحب الرفاق بعد اشتباكات استمرت نصف ساعة، يغطيهم رشاش BKC يعمل لاسلكياً لتشتيت وارباك العدو، عادوا إلى نقطة التجمع، عادوا جميعاً سالمين فرحين، على وقع انفجارات مدويّة في مستودعات العدو وتجمع آلياته…
السلام لأرواح شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول” الأبطال والخلود لذكراهم المجيدة.