لبنان اشترى الوقت في انتظار الرد الاميركي على جوابه

باراك في اليرزة وجنوبي الليطاني مشيدا بدور الجيش.. وسلام عند بري: الجوّ منيح
الحزب: السلاح غير مطروح.. وجعجع: جمعُه يمهّد لقيام دولة.. وعون إلى قبرص غداً
بيروت (المركزية) – في انتظار الرد الأميركي على الجواب اللبناني الذي تسلّمه أمس الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك، غرقت الساحة المحلية في سيل من التحليلات للمواقف التي أطلقها الدبلوماسيُ الأميركي أمس من قصر بعبدا. فبينما أبدى الثنائي الشيعي ارتياحه لكلام باراك ولمضمون الورقة اللبنانية، مع بقاء حزب الله حذرا خشية أي “غدر” أميركي جديد، كما حصل إبان المفاوضات النووية الأخيرة وأيضا خلال “حرب الإسناد”، توقّف الفريق الآخر في البلاد، عند ضرورة مضي لبنان الرسمي قدماً في عملية حصر السلاح بيد الدولة وإلا سيفوتنا قطار التغيير، كما قال باراك نفسه. وبين التفسيرين، يبدو أن الأكيد هو أن بيروت، نجحت في الظاهر، في “شراء وقت إضافي” من الولايات المتحدة، حتى تجد الأسلوب الأفضل للشروع في مسار جمع السلاح غير الشرعي، أو في انتظار تغيّرات إقليمية ما…
ثناء على دور الجيش
اليوم، واصل باراك جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. أيضا، أفيد ان باراك زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على دور الجيش اللبناني في المنطقة.
كفّى ووفّى
ليس بعيدا، وفي إطار التباحث في نتائج لقاءات باراك الرئاسية أمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد باراك. وفي موقف يدل على تبني سلام لما قاله بري أمس لناحية إشادته بدبلوماسية باراك وإعلانه إن “كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله”، قال سلام رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة الموفد الاميركي “الرئيس بري أمس كفّى ووفّى والجو منيح”.
جمع السلاح مطلب لبناني
من جانبه، استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، ليل أمس، في دارتهما في معراب، الموفد باراك ترافقه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية وإثنان من مساعديه. و تناول البحث خلال اللقاء الأفكار التي وردت في ورقة العمل التي قدمها باراك إلى المسؤولين اللبنانيين، حيث أكد جعجع أن مطلب جمع كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً، من قبل الدولة اللبنانية هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهد لقيام دولة فعلية في لبنان. وشدد على أنه من دون حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان.
السلاح غير مطروح
في المقابل، تطرّق عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة إلى زيارة باراك إلى لبنان، مؤكداً “موقف “حزب الله” من التدخل الأميركي في لبنان”، قائلاً “نحن لا نعتبر أن “الأميركي وسيطاً بل شريكاً، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701”. وأكد في حديث إلى إذاعة “سبوتنيك”، أن “حزب الله” عكس ما تقول الولايات المتحدة أنه مشكلة لبنانية، فهو كان حلا وضماناً للبنان”، مضيفاً “نحن لسنا مشكلة داخلية بل الولايات المتحدة وإسرائيل هما أساس المشاكل في العالم والمنطقة”، مشيراً إلى أن “رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاماً مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه”. وقال إن “موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم”، موضحاً أن “نص الـ 1701 يتحدّث عن إجراء جنوب الليطاني و”حزب الله” ملتزم بكل مندرجاته، لكن من انقلب وخرق ولم يُبق شيئا هو الإسرائيلي”. ولفت حمادة في هذا السياق، إلى “أسئلة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتنصل الكامل للأميركي من أداء الإسرائيلي وخرق 1701″، معتبراً ان “هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات”.
إجتماع انتخابي
على صعيد آخر، وبينما مصير الانتخابات النيابية المقبلة ضبابي في ظل الشرخ القائم حول اقتراع المغتربين، عُقد في وزارة الداخلية والبلديات قبل ظهر اليوم، الإجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة الإقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وجرى خلال الإجتماع استكمال البحث في البنود المتعلقة بالقانون الانتخابي، بما يعزز الشفافية، ويضمن عدالة التمثيل وسلامة العملية الانتخابية.
الراعي في القصر
الى ذلك، يزور رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قبرص غداً، ويتوجه بعدها الى إلبحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، على أن يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الجاري. أما اليوم، فاستقبل في قصر بعبدا، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وقبله، التقى شركة resources investment الإماراتية، التي تعنى بالاستثمار والتطوير برئاسة محمد الضاهري الذي عرض لرئيس الجمهورية ما تقوم به الشركة المتخصصة في اقتصاديات الشركات النامية، والتي تتولى تنفيذ عدد من المشاريع بتوجيه من القيادة الإماراتية، لاسيما لجهة تفعيل الاستثمارات. وأشار إلى أن الشركة تتولى تهيئة البنى الأساسية للاستثمار في مسائل حيوية مثل الطاقة والقطاع المصرفي، لافتاً إلى قدرة الشركة على التنفيذ السريع وإيجاد حلول موقتة ودائمة للتحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان. وشكر الرئيس عون الضاهر على الاهتمام الذي أبداه مع الوفد المرافق للاستثمار في لبنان، منوهاً بمواقف رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أعرب عن دعمه للبنان وأرسل بعثة خاصة للإطلاع على حاجاته. ولفت إلى أن مسألة الطاقة الكهربائية أساسية بالنسبة للبنان، إضافة إلى القطاع الصحي، خصوصا في الجنوب، الذي أصيبت فيه المراكز الصحية والاستشفائية بأضرار جسيمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا الرئيس عون الضاهري للبحث مع الوزارات المعنية في المجالات التي يمكن التعاون فيها وفق الأولويات التي حددتها الحكومة.
اغتيال
ميدانيا، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. إلى ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”: خلال ساعتيْن: جيش الدفاع يقضي على قائد في قوة الرضوان وعلى عنصر آخر من حزب الله الإرهابي. هاجم جيش الدفاع يوم أمس في منطقة دير كيفا في جنوب لبنان وقضى على المدعو علي عبد الحسن حيدر قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الإرهابي. لقد دفع الإرهابي بمخططات إرهابية عديدة ضد مواطني إسرائيل وقوات جيش الدفاع ومن بينها خطة احتلال الجليل. على مدار الأشهر الأخيرة تورط في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان حيث شكلت أنشطة حيدر خرقًا فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. بعد ساعتين هاجم جيش الدفاع في قرية بيت ليف في جنوب لبنان وقضى على أحد عناصر حزب الله الارهابي.