ترامب يمنع رئيس دولة عربية من إكمال كلمته

في خطوة فاجأت الضيوف، قاطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حديث رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، وطلب من رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو ذكر اسمه وبلده.
وأقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيقاف كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني خلال قمة مصغرة جمعته بقادة خمس دول إفريقية، معبرا بذلك عن ضيقه من الإطالة قبل أن يخاطب رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، ويطلب منه التعريف بنفسه وبلده والاختصار في الحديث.
وبينما كان رؤساء الدول يلقون كلماتهم بالتتابع، استعرض ولد الشيخ الغزواني في كلمته بإسهاب المؤهلات الاقتصادية والموارد الطبيعية لموريتانيا متحدثا عن موقعها الجغرافي الهام على المحيط الأطلسي، وثرواتها السمكية والمعدنية، خصوصا كونها ثاني أكبر منتج لخام الحديد في إفريقيا، كما تطرق إلى تطلعات بلاده لإقامة شراكة اقتصادية قوية مع الولايات المتحدة.
إلا أن ترامب وفي تصرف غير عادي، قاطع كلمة الرئيس الموريتاني وطالبه بالإسراع خلال اجتماع مع القادة الأفارقة، حيث قال: “علينا الانطلاق وأنا أقدر ذلك كثيرا.. أقدر ذلك.. ربما علينا الإسراع قليلا لأن جدولنا مزدحم”.
واللقاء الذي عقد يوم الأربعاء في البيت الأبيض ضم إلى جانب الرئيسين الموريتاني والغيني كلا من رؤساء السنغال، وليبيريا، والغابون، ويعد أول اجتماع من نوعه يعقده ترامب مع قادة أفارقة منذ عودته إلى السلطة في سياق مساع أمريكية لتعزيز علاقاتها مع القارة الإفريقية.
ترامب يحرج رئيس غينيا بيساو: “اذكر اسمك وبلدك”
أصبح من البديهي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يفوت فرصة لإحراج ضيوفه وتصدر المشهد إعلاميا وحتى إثارة الجدل والاستعراض.
وفي آخر ما صدر عنه، طالب دونالد ترامب خلال استضافته رؤساء 5 دول إفريقية، من رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بذكر اسمه وبلده..
وتحدث الزعيم الأمريكي لنظيره في غينيا بيساو بعد مقاطعته حديث الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
ووثق مقطع فيديو الموقف بالكامل، واللحظة التي قاطع فيها الرئيس الموريتاني وسأل رئيس غينيا بيساو عن اسمه وبلده.
ترامب يسأل رئيس دولة: “أين تعلمت التحدث بالإنجليزية بهذه الفصاحة؟”
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل بعد أن سأل رئيس ليبيريا جوزيف بواكاي “من أين تعلمت التحدث بالإنجليزية بهذه الفصاحة؟”، رغم أنها اللغة الرسمية في بلاده.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه بينما كان ترامب يتناول الغداء في قاعة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض مع خمسة من قادة الدول الإفريقية. ومع تنوع اللغات في القاعة، كان الحضور يستخدمون سماعات رأس لسماع الترجمة الفورية.
لكن لم تكن هناك حاجة إلى الترجمة لفهم ما قاله رئيس ليبيريا، إذ تعد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية في بلاده، التي تأسست جزئيا لإعادة توطين الأمريكيين السود الأحرار في القرن التاسع عشر.
وقد أبدى ترامب إعجابه بما سمعه من بواكاي، فقال بعد أن تحدث الأخير: “إنجليزية ممتازة”، ثم تابع: “من أين تعلمت التحدث بهذه الفصاحة؟ أين تلقيت تعليمك؟”.
وحين بدأ بواكاي يتمتم بكلمات امتنان، واصل ترامب حديثه قائلا: “في ليبيريا؟ هذا مثير للاهتمام. لغتك الإنجليزية رائعة. لدي أشخاص على هذه الطاولة لا يتحدثون بنفس هذا المستوى.” وقد ضحك بعض الحضور.
وترتبط ليبيريا بعلاقات تاريخية عميقة مع الولايات المتحدة، إذ تأسست بدعم من حركة “العودة إلى إفريقيا” والجمعية الأمريكية للاستعمار التي أُنشئت عام 1816 بمبادرة من فاعلي خير وناشطين في إلغاء العبودية وبعض مالكي العبيد.
وقد ساعدت هذه الجمعية في إعادة توطين الأمريكيين السود الأحرار في المنطقة التي أصبحت لاحقًا ليبيريا. وقد صاغ قادة ليبيريا دستورا عام 1847 مستلهمين من إعلان الاستقلال الأمريكي.
وقد أثار تعليق ترامب ردود فعل غاضبة، إذ كتبت النائبة الديمقراطية عن ولاية تكساس، ياسمين كروكيت، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “سؤال رئيس ليبيريا عن مكان تعلمه الإنجليزية، بينما هي لغته الرسمية، يُظهر جهلًا بالغًا. من المؤكد أن الإهانة العلنية ليست الوسيلة المناسبة لممارسة الدبلوماسية”.
ووصفت ميشيل غافين، المستشارة السابقة للرئيس الأسبق باراك أوباما ومديرة الشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي، تصريحات ترامب بأنها “محرجة”. وأضافت أنها لا تعتقد أن الحادثة ستُعطل العلاقات بين البلدين، لكنها تعكس جهل ترامب بالعلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة وليبيريا. وقالت: “ما تم تداوله علنًا أوحى بغياب التحضير الكافي لهذا الاجتماع”.
في المقابل، دافع مسؤولون أمريكيون عن الرئيس، ونفوا وجود أي نية للإساءة في تصريحاته.
وقال مسعد بولوس، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إفريقيا ووالد زوج ابنة ترامب، تيفاني، في بيان: “الرئيس كان يثني على مهارات الرئيس الليبيري اللغوية. كنت حاضرًا، والجميع أبدوا امتنانهم لوقت الرئيس وجهوده. إفريقيا لم تحظَ بصديق في البيت الأبيض كما حظيت به في عهد الرئيس ترامب”.
كما أصدرت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بيانً قالت فيه: “فقط الأخبار الكاذبة هي من يمكنها أن تُفسد بهذا الشكل المحزن مجاملة الرئيس ترامب الصادقة خلال اجتماع مثّل لحظة تاريخية في العلاقات الأمريكية الإفريقية”.
المصدر: “نيويورك تايمز”