تشييع ضحايا تفجير الكنيسة وتحميل الحكومة السورية المسؤولية

حمّل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، الحكومة السورية مسؤولية التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار الياس في حي الدويلعة في دمشق، منتقداً عدم تنفيذ الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، فيما أكدت وزارة الداخلية السورية تعرض “داعش” لضربة قاصمة داخل دمشق.
وقال اليازجي، خلال تشييع ضحايا التفجير، اليوم الثلاثاء، إن “الجريمة التي ارتُكبت في مار الياس مؤلمة وموجعة، وللأسف لم نرَ أي مسؤول سوري في موقع التفجير، باستثناء” وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات.
وناشد البطريرك، الرئيس السوري أحمد الشرع بحكومة “لا تتلهى بالقرارات، بل تشعر بأوجاع شعبها”، بحسب تعبيره. وقال: “سيادة الرئيس (الشرع)، تكلمتم البارحة هاتفياً مع سيادة الوكيل البطريركي لتنقلوا لنا عزاءكم، لا يكفينا هذا، مشكورين على المكالمة الهاتفية لكن الجريمة أكبر (…)”.
وانتقد عدم إعلان يوم التفجير يوم حداد رسمي في سوريا قائلاً: “أُخبرت أنه سيتم إعلان يوم التفجير يوماً للحداد، لكن ذلك لم يحصل. إن لم يكن حداداً على الضحايا، فليكن يوماً للحداد على الحكومة”.
وأشار إلى أن التفجير الذي استهدف الكنيسة، هو الأول من نوعه منذ العام 1860. كما طالب بتحقيق أهداف الثورة السورية، “الحرية والكرامة والعدالة”.
وأكد أن الضحايا ليسوا مجرد قتلى أو أرقاماً، إنما هم “شهداء الوطن”، منتقداً غياب التفاعل الرسمي مع الحدث، على الرغم من “الدعم المبدئي” الذي قدمته الكنيسة للرئيس الشرع. وقال: “مددنا أيدينا لبناء سوريا الجديدة، لكننا لا نزال ننتظر أن تمتد يدٌ إلينا”.
واجتمع اليازجي قبيل التشييع، مع مطارنة الأبرشيات السورية، واصفاً ما حدث في كنيسة الدويلعة، بـ”مجزرة بمعنى الكلمة”. وأكد البطريرك خلال الاجتماع، أن ما حصل هو استهداف للمكون المسيحي في سوريا ولكل سوري ومشرقي.
وشيّع مئات السوريين من كنيسة الصليب في حي القصاع شرق دمشق، اليوم الثلاثاء، ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار الياس في الدويلعة، وسط إجراءات أمنية مكثفة من الأمن الداخلي السوري.
وسقط 27 قتيلاً داخل الكنيسة إثر التفجير الإرهابي الذي تبناه تنظيم “أنصار السنة” الجهادي، الذي ظهر عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وسارعت وزارة الداخلية عقب ساعات من التفجير، للقبض على عدد من الأشخاص وقتل اثنين آخرين، قالت إنهم من المتورطين في الهجوم على الكنيسة، وينتمون لتنظيم “داعش” المتشدد.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نورالدين البابا، إن تنظيم “داعش” الإرهابي يعمل على استحداث ثغرات أمنية عبر تنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا.
وأضاف البابا في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، إن من بين الأشخاص الذين تم القبض عليهم، والي الصحراء عند “داعش” المدعو محمد عبد الإله الجميلي، وهو سوري الجنسية.
وكشف المتحدث أن الانتحاري الذي فجّر نفسه داخل الكنيسة، قدم بمساعدة من الجميلي، من مخيم الهول مع شخص آخر تم القبض عليه خلال محاولته تفجير مقام السيدة زينب جنوبيّ دمشق، مع سقوط نظام الأسد مستغلين حالة الفراغ الأمني، موضحاً أنهما غير سوريين.
وأكد حرص الوزارة على أن “تجد العدالة طريقها، وأن يشعر الناس بالأمن والاستقرار، كما أن تنظيم “داعش” تعرض لضربة أمنية قاصمة في العاصمة دمشق ومحيطها”.