إسرائيل تشن حرب التمويل على حزب الله من الصرافين إلى القرض الحسن

تُظهر الضربة الجوية التي شنّها الجيش الإسرائيلي يوم الثلثاء 24 حزيران 2025 في كفردجال قضاء النبطية، والتي استهدفت هيثم عبد الله بكري، رئيس شبكة “الصادق” للصرافة، فصلًا جديدًا في الحرب غير التقليدية التي تخوضها إسرائيل ضد “حزب الله”، حيث باتت الضربات تُوجّه بدقة إلى مصادر التمويل، وليس فقط إلى المواقع العسكرية.
فشبكة “الصادق” لم تكن مجرّد مؤسسة مالية، بل بنية تحتية متقدمة لنقل وتخزين الأموال، بتنسيق مباشر مع “فيلق القدس” الإيراني، لتغطية نفقات عسكرية ورواتب وتمويل عمليات يُصنّفها الغرب بـ”الإرهابية”.
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن مقتل بكري تزامن مع تصفية بهنام شهرياري في إيران، قائد الوحدة 190 التي تدير شبكة مالية ضخمة لتمويل “حزب الله” عبر دول مثل تركيا، العراق، والإمارات.
هذه الاستراتيجية الإسرائيلية ليست حديثة العهد. ففي نيسان 2024، هزّ مقتل الصراف محمد سرور، المحسوب على “حزب الله” والمُدرج على لائحة العقوبات الأميركية، الأوساط الأمنية في لبنان، بعد اغتياله بطريقة احترافية في بيت مري من قبل الموساد الإسرائيلي. سرور كان يُشرف على تحويل أموال من “فيلق القدس” إلى “حماس”، مرورًا بـ”حزب الله”، وكان يعمل سابقًا في “بيت المال”، المصنّف أميركيًا كذراع مالية لـ “الحزب”.
وفي سابقة لافتة، سبق أن استهدفت إسرائيل خلال حربها الأخيرة معظم فروع “القرض الحسن”، الصندوق المالي الأبرز لـ”حزب الله”، في محاولة لتجفيف موارده.
كل تلك الوقائع تشير إلى سياسة منهجية تتبعها إسرائيل لضرب شرايين التمويل التي تغذي “حزب الله”، خصوصًا تلك الآتية من إيران، والتي تصله عبر صرافين في لبنان أو مصادر أخرى.